ليس الاقتصاد بيد الإقتصاديين فقط!

تتخيل الان لون الأوراق الخضراء المميز،عناوين الاخبار عن صعود أسهم الشركات،أثمنة براميل البترول و القرارات الإقتصادية و التضخم الذي وصل الى أقصاه في فينزويلا الشقيقة و الخبير الإقتصادي الذي يحدثك عن ركود الاقتصاد بالنسبة الفلانية و انت في نفسك تقول ان الإقتصاد جعل فقط لهؤلاء الإقتصاديين و اننا لن نسطيع أن نفهم النمادج الإقتصادية مثلهم و هذا حقيقي لكن كما يقول يانيس فاروفاكيس “الكتب التي تبسط العلم مهمة” و فهم الإقتصاد شرط لديمقراطية أصيلة حسب الكاتب.

إن ضمان السماح لكل شخص بالتحدث عن الإقتصاد بصورة موثقة هو مطلب أساسي لمجتمع صالح و شرط مسبق لديمقراطية أصيلة

إذا إنصعنا لخبراء الإقتصاد فإننا نسلهم عمليا كل القرارت

فدعون نكتشف الإقتصاد من نظرة مبسطة من إقتصادي محنك …

📚معلومات الكتاب:

اسم الكتاب: الإقتصاد كما أشرحه لإبنتي.

اللغة : العربية

اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ : إقتصاد وأعمال

عدد الصفحات : 100

✍️صاحب الكاتب:

«يانيس فاروفاكيس» هو اقتصادي يوناني، شغل منصب وزير مالية اليونان، وكُلِف بإدارة أزمة الديون الحكومية اليونانية.

✍️ملخص الكتاب:

لما كل هذا القدر من اللامساوة؟

يطرح الكاتب تساؤلات تبدو الإجابة عنها سهلة للوهلة الأولى و يرفض أن نتقبل اي فكرة قد تبدو لك الأصح كما تسوغ للجرائم كما وقع بالمستعمرات و ذكاء البيض المستعمر و تخلف الشعوب الاصلية كان سبب احتلالها .

و ركز على اختلاف مفاهيم كالسوق الذي يعد مكانا للتبادل حيث تبادل العملة بغرض ما و لم يعد ماديا بالصفة في زماننا (كشراء حذاء من أمازون بضغطة زر) و الإقتصاد ليس هو السوق و العنصر الأساسي للإقتصاد هو الفائض الذي هو مازاد عن الشئ المحصل عليه و يسمح بالتراكم و الإستعمال المستقبلي ( مثلا الذرة,الأرز,القمح..هاته يمكن حفظها لمدد طويلة ام الخضر و الفواكه… و ان شكلت فائضا طبيعيا فلن تحفظ بالسنوات.) و أكد أن وجود الفائض الزراعي كان أسس قيام البيروقراطيات و الجيوش لكن لماذا انصاع الشعوب لحكمهم ببساطة إشاعة إديولوجية حسب الكاتب تدعوهم الى الإيمان بحكامهم و أن أي معارضة لهم معارضة للمشيئة الإلهية و من دون هاته الإديولوجية المشرعنة فلن تكون هناك فرصة لسلطة الدولة حسب الكاتب.

الفائض الزراعي أدى الحاجة الى أنظمة ري و محاريث اي تكنولوجية جديدة تواكب هاته الاحتياجات الجديدة و الفائض يعني وجود الامراض ايضا بسبب سوء التخزين اي ستسعى المجتمعات لإكتساب مقاومة منها و كانت متعايشة معهم في أجسادهم نفسها فكانوا اشبه بأسلحة متنقلة… كالجدري الذي أفنى بعض القبائل التي لم تكن تعرف أن المغريين الأروبيين عمدوا الى حروب كيماوية عن قصد لهذا أستعمرت بلدان دون أخرى و ساهمت الجغرافيا دورا في عدم تطورها الزراعي كإفريقيا و ليس كأوروأسيا التي توسعت شرقا و غربا حسب الكاتب جعلت من لشبونة الى شنغهاي أرض مثالية لشن الغزوات.

إن إكتفائنا قد يكون بسب سلبنا لممتلكات الاخرين ما يسبب حرمانهم منها و نقع في فخ أنه من حقنا الطبيعي و يجب أن نتعاطف معهم!

ولادة مجتمع السوق

  • الفرق بين السلع والبضائع

البضائع تعرض للبيع مقابل مبلغ معين من المال و يعكس ثمنها قيمتها التبادلية أي ما تساويه في السوق مقابل مبادلتها بشئ اخر و أحيانا تكون قيمتها الإستعمالية أكبر(إقتصاديا يقاس كل ما له قيم تبادلية أما ما انعدمت قيمته فليس مرغوبا).

السلعه : هي الاشياء التي يحتاجها الانسان لاشباع حاجاته .وتتضمن السلعه جميع الاشياء المفيده , والاشياء المفيده من وجهة نظر الاقتصاديين , هي التي تحقق المنفعه .

  • نشأة مجتمعات الأسواق

عندما إكتسبت عوامل الإنتاج (المادة الخام،الأرض،قوة العمل) قيمة تبادلية بات العامل حرا في تقديم عمله مقابل أجر في سوق العمل.

تحول المال من وسيلة الى غاية

دافع الربح لم يكن جزء من الطبيعة البشرية لكن الجشع كان العنوان الأبرز لها.

⚂ زواج الدين و الربح

  • شرح مفهوم الائتمان والدَين البنكي
  • الائتمان أو الإعتماد عقد يتعهد فيه المصرف بأن يضع تحت تصرف عميله، بطريق مباشر أو غير مباشر، وذلك في حدود مبلغ محدد ولمدة محدودة، أو غير محدودة.
  • القرض هو مبلغ يقدم للمشروع ما يلزمه من أموال، بشرط أن لا تزيد الكمية المقترضة على مبلغ معين يسمى “الإعتماد “،وهو عبارة عن الحد الأقصى الذي لا يمكن تجاوزه في أي وقت.

عبر عنهما الكاتب في سياق مسرحية «كريستوفر مارلو» عندما عرض الشيطان «مفيستوفيليس» علي الدكتور «فاوست» 24 عاماً من المتعة اللامحدودة في مقابل أن يتعهد «فاوست» بتسليم روحه بعد انقضاء المدة.

⚃ السحر الأسود للأعمال المصرفية

  • الفشل في إعادة تدوير الإقتصاد لكي تتحقق القيمة التي يضيفها الاقتصاد لا بد أن ينفق العمال أجورهم في المتاجر وينفق رجال الأعمال أموالهم في استثمارات جديدة. وإذا لم يحدث ذلك يُصاب الاقتصاد بالشلل و تنتشر البطالة و الفقر.

الرجال الذين خلقوا فاكهة جديدة لا يمكنهم أن يخلقوا نظاماً يمكن فيه أكل فاكهتهم.

  • الاقتصاد قد يفقد قدرته على التدوير

نعم حدث ذلك في 2008 عندما منحت المصرف قروض بضمانات عقارات أصحابها و دون ضمان شئ أخر أو كشف حساباتهم البنكية بشكل دقيق فعندما حاولت حجزها اكتشفت انهيار سعرها فإنهارت المصارف واحد تلو الأخر و تفشى االذعر عند المودعين فطالبوا بأموالهم دفعة واحدة!

  • تعثر إقتصاد بسبب تراكم الديون الغير القابلة للسداد

و السياسة هي الحل و تفرض تدخل الدولة لشطب الديون الغير قابلة للسداد أما معالجة الأسباب فمتروكة للوقت لاحق.

  • العمل المصرفي سحر أسود

عمل المصارف يضخم الثروات في الرخاء و إتلافها في الاوقات الصعبة بسبب قوة العمل و المال حسب الكاتب.

⚄ منكري البطالة:

  • عدم توليد الاقتصاد لفرص العمل

المشكلة ليست في عدم توليد الاقتصاد لفرص العمل، إنما في قدرته على توليد فرص عمل «جيدة»، وهذا ما أصبح شبه مستحيل بعد ما دخل العمال في منافسة مع الآلات. و إستدل عليه الكاتب عندما شكا له صاحبه من عدم تمكنه من بيع منزله الصيفي الرائع، فقال له: «أنا سأشتريه منك مقابل عشرة يورو!».

  • تحول قوتي سوقي المال و قوة العمل الى افتين لمجتمع السوق

عندما يرى مثلا رجال الأعمال الأجور و معدلات الفائدة تنهار يتنبئون بنشاط إقتصادي بطئ فيتراجعون عن الإقتراض و توظيف العمال فتبقى الاجور و معدلات الفائدة منخفضة فيسقط الإقتصاد جراء تشاؤمهم من أجوائه العامة

استبدال الآلات للبشر :

الالات لم تعد تطيع البشر (الالات هنا احالة الى الاقتصاد الذي صنعه البشر و سخروه لأنفسهم ) و أصبحت تفعل ما يحلوا لها . حتى لو بدى لك أنها تخفض التكاليف في المشاريع فهي لا تستطيع تدوير الإقتصاد فالنتيجة المسلمة ركود الإقتصاد ببطئ.

⚅ ديموقراطية أصيلة:

يستحيل التحدث عن الاقتصاد من دون سياسة

الديمقراطية لا تخلو من العيوب لكن لا حل بديل حسب الكاتب لتحكم حقيقي و فعال لأموال الشعوب و حتى النظم البيئية و إدرة موارد الكوكب نفسه

إننا أمام مفرقي طرق، إما أن تنافسنا الآلات في أجورنا ونصبح ضحايا لها، وإما أن نصبح المالكين المشتركين للآلات ونعهد إليها بكل الأعمال الشاقة والمملة، ونتفرغ نحن للمناقشات الفلسفية وتحقيق سعادتنا المفقودة.

هل الاقتصاد علم؟

حسب الكاتب الاقتصاد لا يمكن اخضاعه لتجارب علمية دقيقة او يخضع لقوانين محددة بل تجارب الشعوب و الظروف الإقتصادية هي من تتحكم به و ليس فهم الاقتصاد بيد الإقتصاديين فقط.

🎨 إنطباع

كتاب يستحق أن يقرأ ليس لأنك ستصبح دحيحا في الإقتصاد لكن إعتبره فقط نافذة إليه الكاتب دمج التاريخ و الأساطير ليبسط مفاهيم إقتصادية لذا ستسمتع و انت تقرأ.

الكتاب يشرح الإقتصاد ليس لمن هم بعمر الخمس سنوات بل من أب الى إبنته التي تبلغ انذاك تسع سنوات رغم انه أستاذ جامعي و خلفيته الأكاديمية إلا أن كتابه هذا لم يحفل بتسميات الاقتصادية بأسمائها الحقيقية التي رنت في أذاننا طوال معرفتنا لكلمة الإقتصاد نفسها . الكتاب لا يناقش مفاهيم الاقتصاد فقط بل يتحدث عن تطبيقاته أيضا و تأثيراته على الحياة الواقعية إعتماد على تجارب شخصية للكاتب و أفكاره الخاصة و قد يلا حظ القارئ توجه الكاتب اليساري و دفاعه عن الحلول الإشتراكية على الرأسمالية و قد لا يتفق مع الكاتب كثيرا في طريقة علاجه للمشاكل و أظنه كان يحاول إيجاد حلول توافقية تحد تلك التأثيرات على الحياة العامة.

و أبرز أكثر من مرة ان الإقتصاد مرتبط بالمجتمع و ليس علما محتكرا على الخبراء و الإقتصادين فقط.

نُشرت بواسطة

hasan mohamed

محمد شاب شغوف بالقراءة في مجالات متنوعة و يحب مشاركة أفكاره و تجاربه مع الأخرين.

رأيان حول “ليس الاقتصاد بيد الإقتصاديين فقط!”

  1. لا أدري لم أفكر دائمًا أن الاقتصاد يشبه اللبان الطبيعي “المستكة”! مرن في البداية لكنك ما إن تواصل مضغه يصبح أقسى وأجف.😅
    من قبل قرأتُ “خطوتك الأولى لفهم الاقتصاد” للدكتور جاسم سلطان، وكان جميلًا وبسيطًا ومفيد أكثر مما توقعت. سأضيف هذا لقائمة العام ان شاء الله👌

    Liked by 1 person

    1. أهلا أسماء…
      لأن الإقتصاد علم يتسم بالكثير من التداخل بين السياسة مع القانون مع التغيرات الاقتصادية، و عدم تباث الأحوال بفعل الحروب أو التكنولوجيا لذا يصعب مضغه.
      جميل أنك تقرأين بعيد عن الروايات …سيعجبك الكتاب فهو يطرح الإقتصاد بصور سهلة الفهم و يخوض في تطبيقاته و يقدم حلول لمشاكل معاصرة في الإقتصاد.

      Liked by 1 person

أضف تعليق